من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث – النشأة المستأنفة
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث – النشأة المستأنفة
جورج طرابيشي
نبذة الناشر:
من خلال توظيف المفهوم الخلدوني عن النشأة المستأنفة، بمعنى القطيعة والاستمرارية معاً، يسلط هذا الكتاب ضوءً باهراً على عملية إعادة تأسيس الإسلام القرآني في إسلام حديثي، طرداً مع التحوّل من إسلام الرسالة إلى إسلام التاريخ، ومن إسلام “أم القرى” إلى إسلام الفتوحات.
والخطورة لا تكمن فقط في هذه النقلة في المرجعية من القرآن إلى الحديث، بل أيضاً في تحوّل المكلّف في الإسلام إلى ما يشبه الإنسان الآلي الذي لا يتحرّك إلا بالنصوص التي تتحكم بشؤون حياته العامة والخاصة؛ فمع فرضية الشافعي القائلة بأن الرسول لا ينطق إلا عن وحي حتى عندما لا ينطق بالقرآن، أُنزلت الأحاديث التي وُضعت على لسان الرسول بعد وفاته منزلة الوحي، وتوافق أهل الحديث والفقه على اعتبار السنّة، كالقرآن، تشريعاً إلهياً متعالياً، ككل ما هو إلهي ومتعالٍ، تحرّرت السنّة وأحكامها من شروط المكان والزمان.
وهذا ما حكم على العقل العربي الإسلامي بالانكفاء على نفسه وبالمراوحة في مكانه في تكرار لا نهاية له؛ وهذا أيضاً ما سدّ عليه الطريق إلى اكتشاف مفهوم التطوّر وجدلية التقدّم وما يستتبعانه من تغيّر في الأحكام الوضعية ذات المصدر البشري لا الإلهي؛ وهذا ما أسّسه أخيراً في ممانعة للحداثة تنذر في يومنا هذا بالتحوّل إلى ردّة نحو قرون وسطى جديدة.
بهذا الكتاب الذي يرصد الآليات الداخلية لإقالة العقل في الإسلام، يختتم المؤلّف مشروع “نقد نقدِ العقل العربي”.
أديان العالم
أديان العالم هوستن سميث
دراسة روحية تحليلية معمقة لأديان العالم الكبرى توضح فلسفة تعاليمها وجواهر حكمتها
الهندوسية، البوذية، الكونفوشية، الطاوية، اليهودية، المسيحية، الإسلام، الأديان البدائية
تأليف: هوستن سميث، ترجمة: سعد رستم
يتميز كتاب أديان العالم بأنه لا يقتصر في معالجة كل دين على مجرد العرض الأكاديمي لأهم تعاليمه وكتبه وفرقه وأماكن انتشاره ونحو ذلك من معلومات وأرقام…. بل يأخذ الدين مأخذ الجد، ويتفاعل معه تفاعل المؤمن، فيدخل بالقارئ مباشرة إلى لبّه وجوهره، ويغوص به إلى الأعماق، ليوضح له بحماس المؤمن روح كل دين وجوهر عقائده وتعاليمه، شارحاً مناهجه في هداية الروح والفرد والمجتمع، ومحللاً تعاليمه وعقائده تحليلاً فلسفياً منطقياً، واجتماعياً ونفسانياً بديعاً، استناداً لخبرة مؤلفه الطويلة كدكتور بارز في الفلسفة وعلم النفس، ومفنداً أحياناً بعض الشبهات وسوء الفهم التي قد تُثار حول بعض مبادئه، وهو يفعل كل ذلك وكأنه من أخلص أتباع كل دين. ولا غرو فمؤلفه الدكتور هوستن سميث متدين راسخ الإيمان صوفي النزعة، اعتنق، كما ذكرنا، بعض هذه الأديان ورحل إلى بلدانها وتتلمذ على كبار علمائها فمارسها واستفاد منها وبقي يمارس بعض عباداتها يومياً حتى آخر أيام حياته. وهنا تظهر الميزة الثانية لهذا الكتاب وهي الموضوعية والمصداقية. عندما يرتكز مؤلفه في عرضه وتحليله لتعاليم كل دين على مصادر الدين نفسها وأعمق الرؤى التي يقدمها أساطينه ورجاله الروحيون، وبديهي أن علماء كل دين هم أفضل من يعّبر عن محتواه تعبيراً صادقاً صحيحاً
والخلاصة إن كتاب أديان العالم ذو غرض ديني وهدف روحي في المرتبة الأولى؛ إذ يقّدم للقارئ زبدة التجارب الروحية والمعارف الفلسفية التي اكتسبها مؤلفه على مدى أكثر من خمسين عاماً، مما يعطي لقارئه تنويراً في الفكر واتساعاً في الحكمة وأبعاداً جديدة في البصيرة الروحية وفهماً أعمق لفلسفة الحياة والوجود، وإدراكاً أوسع لمشاكل الإنسان الأساسية والنفسية والاجتماعية والحلول المختلفة التي طرحتها الأديان العالمية لحلها