الأسود يليق بك
الأسود يليق بك
أحلام مستغانمي
آخر أعمال الروائية أحلام مستغانمي
رواية «الأسود يليق بك» .. بين أناقة الكلمات وتقليدية الرؤية – من موقع جريدة الرياض
قراءة: طامي السميري
“الأسود يليق بك” هكذا جاء عنوان الرواية الصادرة حديثاً للروائية أحلام مستغانمي، ومن دلالة مثل هذا العنوان الإغوائي ندرك أن الساردة تريد الهيمنة على قارئها بما يحمله العنوان من ملامح الإغواء والفتنة. تريد ذلك التواطؤ بينها وبين القارئ ليقرأ النص كحالة عاطفية أنجبت تلك العبارة والتي أصبحت عنواناً “الأسود يليق بك “، وهي عبارة قالها طلال لبطلة الرواية وعلى القارئ أن يتتبع سرها وتداعياتها
أحلام مستغانمي، التي كتبت ذاكرة الجسد عام 1993، تعود إلى الرواية بعد ما يقارب العشرين عاماً لتكتبها بذات الأدوات الكتابية وبذات المفاهيم السردية وأيضا بذات الرهان على قارئها الرومانسي.. ذلك القارئ الحالم الذي استطاب لغة سردها وأصبحت رواياتها لديه من أهم مصادر اقتباساته العاطفية
إن أحلام مستغانمي، وقد واجهت نجاحاً إعلامياً وجماهيرياً، لم تهتم بكل ما كتبه النقاد من انطباعات سلبية تجاه رواياتها الثلاث السابقة إذ أدركت بحدسها الذكي أن ثلاثيتها: “ذاكرة الجسد” و”عابر سرير” و”فوضى الحواس”، قد لامست المزاج العام للقارئ العربي، وعرفت أن القارئ ما زال يسكن داخله ذلك الشاعري الحالم الذي يطرب للعبارة الرومانسية التي تتقنها أحلام ببراعة مما جعلها تنحج في تخديره.. ولكن السؤال المهم: هل ستحقق أحلام مستغانمي نجاحاً في روايتها الجديدة هذه وتحافظ على قارئها القديم وفوق هذا تكسب قارئاً جديدا من الأجيال الجديدة أم أن القارئ القديم سيتخلى منصرفاً عن قراءتها عندما يشعر بأنها تكرر ذاتها السردية وتعيد ذات اللعبة من جديد؟
إن الروائي الجيد هو الذي لا يفتعل حكاية حب في روايته دون حاجة فنية لتلك الحكاية ولا يستدعي القضايا الوطنية في نص عاطفي لا يستوجب احتشاداً بقضايا كبرى، لكن أحلام مستغانمي في روايتها “الأسود يليق بك” أرادت البريق الرومانسي فكتبت حكاية حب بين رجل أعمال لبناني مهاجر وفتاة جزائرية أصبحت مغنية بالمصادفة، كما رغبت أن تجمل النص بقضايا الإرهاب وماحدث في الجزائر في زمن التسعينات، وكذلك قضايا الهجرة للدول الأوروبية، بل وكادت تضيف ما حدث في لبنان وسوريا والعراق لولا أنها شعرت أن النص سيدخل في متاهة حكائية لن يخرج منها فاكتفت بالإشارة أحيانا، وبسرد بعض التفاصيل المقحمة لاستنهاض حالة عروبية في دواخل قارئها في أحيان أخرى وكأن الحكاية العاطفية في روايتها لن تنهض كحالة عاطفية مجردة دون تلك الروافع من القضايا الوطنية السياسية التي تستدر فيها تعاطف القارئ Continue reading
عابر سرير
عابر سرير
أحلام مستغانمي
عابر سرير هي الرواية الثالثة والأخيرة في ثلاثية الروائية أحلام مستغانمي بعد روايتيها ذاكرة الجسد الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي وفوضى الحواس الرواية الثانية في الثلاثية وصدرت عام 2003 للميلاد
نسيان دوت كوم
نسيان دوت كوم
com.نسيان
أحلام مستغانمي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحلام مستغانمي، كاتبة جزائرية من مواليد تونس، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية. عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN. عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد
هذا الكتاب للكاتبة الشهيرة والتي “صُنّفت من بين النساء العشر الأكثر تأثيراً في العالم العربي، والأولى في مجال الأدب بتجاوز مبيعات كتبها مليونين وثلاثمئة ألف نسخة”، هو جردة نسائية ضدّ الذكورة، دفاعاً عن الرجولة، تلك الآسرة التي نباهي بوقوعنا في فتنتها، إذ من دونها ما كنّا لنكون إناثاً ولا نساءً
بلغتها البليغة الجميلة والمباشرة والواضحة، تعبّر الكاتبة عن حقائق موجودة وواقعية وحسية، لا تتخيل منها شيئا، بل قد تتعدى أحياناً تفاصيل واقعها الفعلي حدود أي خيال رحب، ثم تصل إلى نتائج واستنتاجات وبيانات وأحكام ونصائح مهما اختلفت الآراء في تأثيرها ومفعولها وحكمتها، ومهما تنوعت ردود الفعل عليها، فإن مصدرها صادق وغني ونابع من تجربة ومن فضول ميداني بعيد كل البعد عن التنظير والنظرية، يكشف بالكشافات الضوئية الساطعة كل زوايا وخفايا ما يدور في ساحات مساحات واسعة حقيقية
تشكو الكاتبة من اختفاء رجولة “الرجال”، بما معناه اختفاء كل الصفات الأخلاقية والعشقية الحميدة التي تتوخاها المرأة منهم، فكيف الخلاص للمرأة في حبها للرجل؟ تجد لها حلا وتنصحها وتدعوها: “أحبيه كما لم تحب امرأة/ وانسيه كما ينسى الرجال”، هي لا تتوق إلى التماثل مع الرجال “قليلي الحب”، بصورتهم الحالية المندّد بها، فلتبق المرأة على طبيعتها الأصلية في حبها ومحبتها للرجل، ولتتعلم فقط كيف تكون كالرجال في النسيان
تأتي الكاتبة على ذكر العديد من الشعراء والفلاسفة والكتّاب، وتستشهد بأقوالهم وأحاديثهم التي تقوّي عصب موضوعها وتغنيه: “لا يمكن حصر عدد الكتّاب الذين، عبر الأزمنة والحضارات وبكل اللغات، عملوا مرشدين عاطفيين للتائهين من العشاق في الأزقة والشوارع الجانبية للحبّ. ليس لي هذا الادّعاء. أنا مجرد ممرضة لا تملك سوى حقيبة إسعافات أوّلية لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق “. “في النهاية، ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر”، لكن قد يكون وزن الصفحة ثقيلا بحيث وجدت الكاتبة لنفسها دوراً في تخفيف هذا الوزن ما استطاعت، بل وقلب الصفحة نيابة عن القارئ. تقول بتواضع وهدف عملي نبيل: دعوني أحاول، ربما استطعت قلب صفحتكم هذه. ذلك أنه من الأسهل قلب صفحة الآخرين