من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث – النشأة المستأنفة
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث – النشأة المستأنفة
جورج طرابيشي
نبذة الناشر:
من خلال توظيف المفهوم الخلدوني عن النشأة المستأنفة، بمعنى القطيعة والاستمرارية معاً، يسلط هذا الكتاب ضوءً باهراً على عملية إعادة تأسيس الإسلام القرآني في إسلام حديثي، طرداً مع التحوّل من إسلام الرسالة إلى إسلام التاريخ، ومن إسلام “أم القرى” إلى إسلام الفتوحات.
والخطورة لا تكمن فقط في هذه النقلة في المرجعية من القرآن إلى الحديث، بل أيضاً في تحوّل المكلّف في الإسلام إلى ما يشبه الإنسان الآلي الذي لا يتحرّك إلا بالنصوص التي تتحكم بشؤون حياته العامة والخاصة؛ فمع فرضية الشافعي القائلة بأن الرسول لا ينطق إلا عن وحي حتى عندما لا ينطق بالقرآن، أُنزلت الأحاديث التي وُضعت على لسان الرسول بعد وفاته منزلة الوحي، وتوافق أهل الحديث والفقه على اعتبار السنّة، كالقرآن، تشريعاً إلهياً متعالياً، ككل ما هو إلهي ومتعالٍ، تحرّرت السنّة وأحكامها من شروط المكان والزمان.
وهذا ما حكم على العقل العربي الإسلامي بالانكفاء على نفسه وبالمراوحة في مكانه في تكرار لا نهاية له؛ وهذا أيضاً ما سدّ عليه الطريق إلى اكتشاف مفهوم التطوّر وجدلية التقدّم وما يستتبعانه من تغيّر في الأحكام الوضعية ذات المصدر البشري لا الإلهي؛ وهذا ما أسّسه أخيراً في ممانعة للحداثة تنذر في يومنا هذا بالتحوّل إلى ردّة نحو قرون وسطى جديدة.
بهذا الكتاب الذي يرصد الآليات الداخلية لإقالة العقل في الإسلام، يختتم المؤلّف مشروع “نقد نقدِ العقل العربي”.
رحلة فى بلاد العربية السعيدة من مصر الى صنعاء
رحلة فى بلاد العربية السعيدة من مصر الى صنعاء
نزيه مؤيد العظم
رحلة نزيه مؤيد العظم إلى اليمن عام 1936 م
تيسير خلف – موقع صحيفة تشرين اون لاين 19-09-2010 م
تعد رحلة الوجيه والسياسي الوطني السوري نزيه مؤيد العظم إلى اليمن وثيقة رائعة عن هذا البلد العربي في ثلاثينيات القرن العشرين، فنزيه مؤيد العظم لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ودوَّنها فيما يتعلق باليمن، ولذلك تعد رحلته هذه أهم مرجع عن العربية السعيدة في تلك الفترة لشمولها جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.
وقد بدأت علاقة نزيه مؤيد العظم باليمن في عام 1927 عندما زارها برفقة المستر شارلس كرين الثري الأمريكي عندما قدم إلى سورية بعد الحرب العالمية على رأس لجنة الاستفتاء التي أوفدها الحلفاء لدرس حالة البلاد العربية التي انفصلت عن الدولة العثمانية ولتقف على رغبات أهلها في تقرير مصيرهم والتي سميت لجنة كينغ كرين. وقد قابله العظم يؤمئذ في فندق دامسكوس بالاس بمدينة دمشق الشام. وبعد أن لجأ العظم إلى مصر بعد الثورة السورية الكبرى قابله بمصر فطلب المستر كرين من السيد نزيه العظم مرافقته في رحلة إلى الحجاز واليمن فقاما بالرحلة معاً ثم قام العظم لوحده بعدة رحلات إلى اليمن كان آخرها رحلته التي دوَّنها في كتاب بعنوان «رحلة إلى العربية السعيدة» وصدر في دمشق عام 1936.
مقتطفات من الرحلة
الأسواق مغلقة والإضراب والرصاص ثم مررت بسوق البقر وسوق الحطب وسوق البز أي الأقمشة وسوق القمح وسوق الزبيب والجوز وغيرها من الأسواق الكثيرة وكانت معظمها مقفلة ولم أشاهد فيها إلا بعض الناس، فحرت في أمرها وسألت رفيقي الجندي هل عندكم اليوم عيد؟ أم عندكم إضراب عام؟ فقال: لا يوجد عندنا عيد.
قلت إذاً إضراب؟ فلم يفهم معنى الإضراب وعند ما أفهمته معنى الإضراب ضحك حتى كاد يغشى عليه من الضحك ويستلقي على قفاه وقال: نحن لسنا بحاجة إلى هذه الأمور ولو احتجنا إليها لا نستعملها، بل نستعمل هذا (البندق) وأشار إلى البندقية التي كان يحملها على كتفه. أكبرت في الجندي هذا الشعور الوطني وقلت في نفسي (أكل العصي ليس كالذي يحصيها) ثم سألته ثانية إذاً لماذا أغلق الناس حوانيتهم ومخازنهم! فأجاب: سامحك الله الوقت وقت الظهر والناس يأكلون القات.
نسيان دوت كوم
نسيان دوت كوم
com.نسيان
أحلام مستغانمي
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحلام مستغانمي، كاتبة جزائرية من مواليد تونس، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية. عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN. عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد
هذا الكتاب للكاتبة الشهيرة والتي “صُنّفت من بين النساء العشر الأكثر تأثيراً في العالم العربي، والأولى في مجال الأدب بتجاوز مبيعات كتبها مليونين وثلاثمئة ألف نسخة”، هو جردة نسائية ضدّ الذكورة، دفاعاً عن الرجولة، تلك الآسرة التي نباهي بوقوعنا في فتنتها، إذ من دونها ما كنّا لنكون إناثاً ولا نساءً
بلغتها البليغة الجميلة والمباشرة والواضحة، تعبّر الكاتبة عن حقائق موجودة وواقعية وحسية، لا تتخيل منها شيئا، بل قد تتعدى أحياناً تفاصيل واقعها الفعلي حدود أي خيال رحب، ثم تصل إلى نتائج واستنتاجات وبيانات وأحكام ونصائح مهما اختلفت الآراء في تأثيرها ومفعولها وحكمتها، ومهما تنوعت ردود الفعل عليها، فإن مصدرها صادق وغني ونابع من تجربة ومن فضول ميداني بعيد كل البعد عن التنظير والنظرية، يكشف بالكشافات الضوئية الساطعة كل زوايا وخفايا ما يدور في ساحات مساحات واسعة حقيقية
تشكو الكاتبة من اختفاء رجولة “الرجال”، بما معناه اختفاء كل الصفات الأخلاقية والعشقية الحميدة التي تتوخاها المرأة منهم، فكيف الخلاص للمرأة في حبها للرجل؟ تجد لها حلا وتنصحها وتدعوها: “أحبيه كما لم تحب امرأة/ وانسيه كما ينسى الرجال”، هي لا تتوق إلى التماثل مع الرجال “قليلي الحب”، بصورتهم الحالية المندّد بها، فلتبق المرأة على طبيعتها الأصلية في حبها ومحبتها للرجل، ولتتعلم فقط كيف تكون كالرجال في النسيان
تأتي الكاتبة على ذكر العديد من الشعراء والفلاسفة والكتّاب، وتستشهد بأقوالهم وأحاديثهم التي تقوّي عصب موضوعها وتغنيه: “لا يمكن حصر عدد الكتّاب الذين، عبر الأزمنة والحضارات وبكل اللغات، عملوا مرشدين عاطفيين للتائهين من العشاق في الأزقة والشوارع الجانبية للحبّ. ليس لي هذا الادّعاء. أنا مجرد ممرضة لا تملك سوى حقيبة إسعافات أوّلية لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق “. “في النهاية، ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر”، لكن قد يكون وزن الصفحة ثقيلا بحيث وجدت الكاتبة لنفسها دوراً في تخفيف هذا الوزن ما استطاعت، بل وقلب الصفحة نيابة عن القارئ. تقول بتواضع وهدف عملي نبيل: دعوني أحاول، ربما استطعت قلب صفحتكم هذه. ذلك أنه من الأسهل قلب صفحة الآخرين