خمسون عاما في الرمال المتحركة
خمسون عاما في الرمال المتحركة – قصتي مع بناء الدولة الحديثة في اليمن
محسن العيني – رئيس وزراء اليمن الأسبق
محسن العيني وزير الخارجية ورئيس وزراء اليمن عدة مرات، وسفيرها سابقاً في الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا، ولد سنة 1932 بمحافظة صنعاء
خمسون عاماً في الرمال المتحركة كتاب يحكي قصة نصف قرن من حياة مواطن، في عهد الإمامة والثورة، والحرب الأهلية والمصالحة، والانقلابات العسكرية، والأحداث في العواصم العربية التي كانت ملتهبة، إنها قصة من لا يزعم أنه مناضل أو زعيم… سياسي أو دبلوماسي، قصة مواطن عادي، وجد نفسه في قلب أحداث، لا خيار له في خوضها، أو البعد عنها وتجنبها، مواطن وجد نفسه في مواقع مختلفة فحاول أن يكون صادقاً، وأن يقدم خير ما في نفسه، وقد أكرمه الله فحماه من الاعتقال والسجن والتعذيب والامتهان، وكتب قصته، كما هي، منطلقاً من الشعور بالواجب نحو أبناء أمته، وذلك لتعريفهم على بعض جوانب ما جرى في نصف القرن الماضي
وصف الكتاب من موقع 4كتاب
رحلة فى بلاد العربية السعيدة من مصر الى صنعاء
رحلة فى بلاد العربية السعيدة من مصر الى صنعاء
نزيه مؤيد العظم
رحلة نزيه مؤيد العظم إلى اليمن عام 1936 م
تيسير خلف – موقع صحيفة تشرين اون لاين 19-09-2010 م
تعد رحلة الوجيه والسياسي الوطني السوري نزيه مؤيد العظم إلى اليمن وثيقة رائعة عن هذا البلد العربي في ثلاثينيات القرن العشرين، فنزيه مؤيد العظم لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ودوَّنها فيما يتعلق باليمن، ولذلك تعد رحلته هذه أهم مرجع عن العربية السعيدة في تلك الفترة لشمولها جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.
وقد بدأت علاقة نزيه مؤيد العظم باليمن في عام 1927 عندما زارها برفقة المستر شارلس كرين الثري الأمريكي عندما قدم إلى سورية بعد الحرب العالمية على رأس لجنة الاستفتاء التي أوفدها الحلفاء لدرس حالة البلاد العربية التي انفصلت عن الدولة العثمانية ولتقف على رغبات أهلها في تقرير مصيرهم والتي سميت لجنة كينغ كرين. وقد قابله العظم يؤمئذ في فندق دامسكوس بالاس بمدينة دمشق الشام. وبعد أن لجأ العظم إلى مصر بعد الثورة السورية الكبرى قابله بمصر فطلب المستر كرين من السيد نزيه العظم مرافقته في رحلة إلى الحجاز واليمن فقاما بالرحلة معاً ثم قام العظم لوحده بعدة رحلات إلى اليمن كان آخرها رحلته التي دوَّنها في كتاب بعنوان «رحلة إلى العربية السعيدة» وصدر في دمشق عام 1936.
مقتطفات من الرحلة
الأسواق مغلقة والإضراب والرصاص ثم مررت بسوق البقر وسوق الحطب وسوق البز أي الأقمشة وسوق القمح وسوق الزبيب والجوز وغيرها من الأسواق الكثيرة وكانت معظمها مقفلة ولم أشاهد فيها إلا بعض الناس، فحرت في أمرها وسألت رفيقي الجندي هل عندكم اليوم عيد؟ أم عندكم إضراب عام؟ فقال: لا يوجد عندنا عيد.
قلت إذاً إضراب؟ فلم يفهم معنى الإضراب وعند ما أفهمته معنى الإضراب ضحك حتى كاد يغشى عليه من الضحك ويستلقي على قفاه وقال: نحن لسنا بحاجة إلى هذه الأمور ولو احتجنا إليها لا نستعملها، بل نستعمل هذا (البندق) وأشار إلى البندقية التي كان يحملها على كتفه. أكبرت في الجندي هذا الشعور الوطني وقلت في نفسي (أكل العصي ليس كالذي يحصيها) ثم سألته ثانية إذاً لماذا أغلق الناس حوانيتهم ومخازنهم! فأجاب: سامحك الله الوقت وقت الظهر والناس يأكلون القات.